دخل اتحاد الكتّاب العرب في سوريا مرحلة جديدة بعد تشكيل مجلس تسيير الأعمال، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لإنعاش الدور الثقافي للمؤسسة بعد سنوات من الجمود والتراجع. وجاء القرار الصادر عن الأمانة العامة للشؤون السياسية التابعة لوزارة الخارجية في التاسع من نيسان 2025 ليحلّ المكتب التنفيذي السابق، ويفتح المجال أمام إدارة مؤقتة تسعى إلى إصلاح داخلي وتنظيم انتخابات جديدة.
ويؤكد أعضاء في المجلس أن الهدف الأساسي من هذه المرحلة هو استعادة ثقة المثقفين، وتحديث بنية الاتحاد، وإعادة ربطه بالمشهد الأدبي المعاصر، خصوصًا في ظل تنامي الحراك الثقافي خارج الأطر الرسمية.
وقد بدأ المجلس بتنظيم فعاليات ثقافية محدودة، أبرزها زيارة رئيس مجلس تسيير الأعمال الدكتور محمد طه العثمان لمعرض مسقط الدولي للكتاب، ولقائه – برفقة عدد من الناشرين السوريين – بالأستاذ أحمد الرواحي، مدير المعرض. كما أقام الاتحاد بعض الندوات الأدبية، ويتابع إصدار جريدة “الأسبوع الأدبي” برؤية جديدة.
لكن، وعلى الرغم من هذه التحركات، تبقى الانتقادات حاضرة، لا سيما ما يتعلق بمحدودية الحريات، والمعايير الإدارية القديمة، وافتقار الاتحاد إلى تمثيل حقيقي للأصوات الشابة والمستقلة.
يرى بعض المثقفين أن المجلس الحالي يُمثّل فرصة حقيقية لتجديد دماء الاتحاد، فيما يعتبره آخرون مجرد إجراء شكلي لن يغيّر من طبيعة المؤسسة أو يعالج أسباب فقدانها التأثير في المشهد الثقافي.
وفي ظل هذا التباين، يبقى مستقبل اتحاد الكتّاب العرب معلّقًا على مدى جدية الإصلاحات المرتقبة، وقدرته على التحوّل من مؤسسة بيروقراطية إلى منبر حرّ يعكس التنوع الثقافي السوري ويواكب متغيرات المرحلة.